– أصدر أمرا ملكيا بإلحاق المبتعثين على حسابهم الخاص ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. – أصدر قرارا بعلاج المواطنين الذين يتعالجون بالولايات المتحدة من أمراض مستعصية على ن...
سادسًا: الملك سلمان لعل أبرز الشخصيات التي غيرت المعادلة في المنطقة هو الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يبدو أن هناك اختلافًا كبيرًا في السياسة الخارجية السعودية في عهده؛ الأمر الذي يعطي انطباع أن المنطقة ستشهد تغيرات حقيقة في كافة الصراعات والتحالفات في المستقبل. حيث يبرز للمتابع أن عملية "عاصفة الحزم" جرت بمطبخ سعودي وبمشاركة عربية ودولية وبإشراف وإرادة الملك سلمان الذي كان نقطة الانطلاق للعملية. شخصية الملك سلمان تبدو أكثر ثقة بقدرة السعودية والعرب على إنجاز ملفاتهم المتعلقة وقدرتهم على الحصول على حقوقهم بطريقة عسكرية أو دبلوماسية؛ مما عجل بقرع طبول التدخل العسكري في اليمن. سابعًا: تفريغ شحنة الشعوب لعل إيجاد عدو خارجي متمثل بإيران التي يمثلها الحوثي في اليمن جعل شحنات الشعوب العربية تتفرغ بهذا الاتجاه بعد أن كانت تلعن حكامها ليلاً ونهارًا؛ الأمر الذي جعل السيسي يجد نفسه في لحظة عبد الناصر ليقلد تجربة اليمن ودول الخليج تجد لها فرصة لرد الاعتبار الذي وجهته إيران بصفعتين على وجه العرب كانت الأولى في العراق والثانية في سوريا. الأمر الذي بات واضحًا بعد انطلاق آلاف المغردين العرب بتغريدات داعمة ومؤيدة للعملية كانت أكثرها ردًا على حزن قديم تنفس الآن وأخيرًا بسعادة تنتظر حسم حقيقي وأمل أن يتكرر التحرك لينهي مأساتنا في سوريا والعراق.
ثانيًا: خط التجارة العالمي الجميع يعرف أهمية اليمن كموقع؛ كونها ممر التجارة البحرية بين الشرق والغرب، وسيطرة الحوثي على اليمن بالكامل يعني بالنتيجة سيطرة إيران على ممر التجارة العالمي وتغيير معادلة القوة في المنطقة؛ الأمر الذي دفع الأوربين والمصريين على نحو واحد إلى الترحيب بالأمر كون أي خلخلة في الوضع هناك يعني انهيار واردات قناة السويس، مما يعني ضربة للاقتصاد المصري المتعب جدًا، وكذلك يعني مرور السفن الأوربية من تحت بنادق إيرانية، الأمر الذي جعل الجميع يبارك التحرك العربي في اليمن واستفاد الدبلوماسي العربي من هذه النقطة كوسيلة للضغط على واشنطن بالموافقة. ثالثًا: تكريت وعدن رسائل واضحة لإيران المتابع لخطوات إيران في المنطقة يجد هناك جنديين يقاتلان على رقعة الشطرنج؛ الأول يريد عدن والآخر يطلب تكريت. هذه الخطوات كانت بقرار منفرد من إيران؛ مما دفع المجتمع الدولي بإرسال رسائل مفادها أن تكريت لن تسقط بدون إذن وعدن كذلك؛ الأمر الذي جعل إيران تأمر جنودها في العراق بوقف العمليات ليأتي القرار من البنتاجون بأن الإذن قد حصل وأن تكريت سيتم اقتحامها بإذن من أمريكا فقط. هذا المشهد تكرر في عدن؛ حيث أرسل المجتمع الدولي رسالة إلى إيران مفادها أن النفوذ الذي تطمحين له هو بموافقة نحن قبلنا بها وفي حالة تغير قواعد اللعبة وسيكون هذا النفوذ قد انتهى قبل أن يبدأ.
لعل أهم إنجازات عاصفة الحزم هو إحداث الخلل والتأثير المباشر على المشروع الإيراني المتجدد، الطامح إلى إحلال "نظام إقليمي جديد"، كانت إيران تأمل في الانتهاء من بسط نفوذها مع إنجاز الاتفاق النهائي حول ملفها النووي مع الغرب في نهاية يونيو/حزيران المقبل " ولعل أهم تلك الإنجازات هو إحداث الخلل والتأثير المباشر على المشروع الإيراني المتجدد، الطامح إلى إحلال "نظام إقليمي جديد"، كانت إيران تأمل في الانتهاء من بسط نفوذها مع إنجاز الاتفاق النهائي حول ملفها النووي مع الغرب في نهاية يونيو/حزيران المقبل. ويشمل هذا "النظام" بناء قوات ردع بديلة عن الجيوش النظامية، أساسها النهج "المليشياوي" والولاء الطائفي، من عناصر "حزب الله" والشبيحة والحشد الشعبي والحوثيين، تمكنهم إيران من حيازة مناطق إستراتيجية على الخريطة السياسية والاقتصادية في المنطقة العربية، بحيث تشكل تلك "الأذرع" بتمددها قوسا جغرافيا يمتد من الساحل السوري مرورا بالعراق ووصولا إلى شط العرب والخليج العربي، يقابله التمدد الحوثي في اليمن، وهو ما يعني محاصرة دول الخليج العربي في حدودها الشمالية والجنوبية. يضاف إلى ذلك ما حققته "عاصفة الحزم" وبسبب توقيتها الدقيق والحساس، في وقف عملية المقايضة بين مشروع القنبلة النووية ومشروع التمدد الإقليمي، وهو نفس المشروع المؤثر على الوحدة الثقافية في المنطقة منذ انطلاقته، مع استلام الخميني للحكم في طهران، وذلك بسبب عدم تجانس هذا المشروع بين ظاهره الذي يدعي تبنيه الدفاع عن القضايا المحقة لشعوب المنطقة -القضية الفلسطينية- وجوهره الطائفي الذي يدفع بالمال والسلاح والرجال من أجل تعميق مستوى الخلافات وصراع الهويات، التي تؤدي بدورها إلى حدوث التجزئة السياسية وزيادة "الطائفية" في العالم العربي، وقد شهدنا آثار هذا المشروع على مجريات الأمور في العراق، بعد احتلال الأميركي عام ٢٠٠٣، وفي سوريا بعد العام ٢٠١١ واليمن بعد العام ٢٠١٤.
وأن انسحاب القوات الأمريكية من اليمن وهروب الرئيس اليمني سيقلص التأثير الأمريكي في الحرب ضد التنظيمين المتطرفين اللذين تجذرا في هذا البلد الممزق بالحرب، و أصبح تنظيم الدولة والقاعدة يشكلان تهديدا للغرب. ولماذا طويت صفحة الخلاف السعودي القطري, والسعودي التركي, والاماراتي القطري, والمصري القطري, والمصري التركي, والذي وصل إلى حد تهديد قطر بتجميد عضويتها في مجلس التعاون الخليجي, وسحب مصر سفيرها من أنقرة والدوحة, لتدخلهما بشؤون مصر؟ ومن هو المنتصر بطي هذه الصفحات: هل هي انقرة والدوحة, أم الرياض وابوظبي والقاهرة؟ ولماذا يدافعون عن شرعية هادي الذي عينه صالح نائباً له, بينما لا يدافعون عن شرعية مرسي, ويختلفون حول شرعية كل من السبسي في تونس والسيسي في مصر, واللواء حفتر في ليبيا؟ وما هو سر انخراط أردوغان بعاصفة الحزم رغم معرفته بأن السعودية تعادي حركة الإخوان المسلمون وكافة نماذج الأحزاب المنبثقة عنها أو المؤيدة لها وحتى حزبه حزب العدالة والتنمية؟ وأين باتت مواقف قطر وتركيا وفضائية الجزيرة الداعم لشرعية محمد مرسي, ورفضهم انقلاب السيسي واعتباره خروج عن الشرعية, بعد ان انضموا لمصر والرياض في تحالف عاصفة الحزم؟ ولماذا حضر أمير قطر القمة في شرم الشيخ وجلس في المؤتمر بأمرة السيسي وتبادل معه التحية والقبل, مع انه كان هو وابيه من أشد المعارضين لانقلاب السيسي ونجم عن معارضتهم للسيسي ولغيره من الرؤساء الآخرين هدر دماء مئات الألوف من العرب والمسلمين والمصريين؟ ولماذا زار الرئيس التركي أردوغان الرياض, وهي من تجاهلته ولم تدعه للحج حين كان رئيساً للوزراء, بينما دعت رئيسه عبد الله جول تعبيراً عن رفضها لموقفه المعدي لانقلاب السيسي ؟ ولماذا يحاكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بتهمة التخابر مع قطر, بينما يستقبل أمير قطر بالأحضان والقبلات من قبل من أطاح بمرسي, وحتى انه يبحث معه أمن المسلمين والعرب؟ وأخيراً وليس آخراً: لماذا لا نجد لهذه العواصف من أثر حين اعتدت إسرائيل على لبنان وغزة ومصر والأردن وسوريا والعراق والأقصى والقدس وأسطول الحرية التركي لفك الحصار عن غزة؟ نتمنى أن لا تكون الاجابات على هذه الأسئلة فيها إحراج لواشنطن وبعض زعماء المسلمين والعرب.