– أصدر أمرا ملكيا بإلحاق المبتعثين على حسابهم الخاص ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. – أصدر قرارا بعلاج المواطنين الذين يتعالجون بالولايات المتحدة من أمراض مستعصية على ن...
المراد بغريب الحديث: الألفاظ اللغوية البعيدة المعنى والغامضة التي تحتاج إلى شرح وإيضاح ، وعلم غريب الحديث فن قائم بذاته ألفت فيه مؤلفات عديدة. وأول من جمع في هذا الفن أبو عبيدة معمر بن المثني (110 - 209هـ) ، فجمع من ألفاظ غريب الحديث والأثر كتيباً صغيراً، ولم تكن قلته لجهله بغيره من غريب الحديث ، وإنما كان ذلك لأمرين: أحدهما أن كل من بدأ في فن لم يسبق إليه فإنه يكون قليلاً ثم يكبر ، والثاني أن الناس يومئذ كان عندهم معرفة بلغة العرب ، ولم يكن الجهل باللغة قد عم كما حصل في العصور المتأخرة. ثم جمع أبو الحسن النضر بن شميل المازني (132 ـ 203هـ) كتاباً أكبر من كتاب أبي عبيدة بسط فيه القول على صغر حجمه. ثم جمع عبد الملك بن قريب الأصمعي المشهور (122 ـ 216هـ) كتاباً أحسن فيه وأجاد ، وكان كتابه أكبر حجماً ممن سبقه. وكذلك فعل محمد ابن المستنير المعروف بقطرب (209هـ) وغيره من الأئمة الذين جمعوا أحاديث وتكلموا على لغتها ومعناها في أوراق ذوات عدد ، ولم يكد أحدهم ينفرد عن الآخر بكثير من الأحاديث. واستمر الحال إلى زمن أبي عبيد القاسم بن سلام (157- 224هـ) وكان من كبار علماء الحديث والأدب والفقه ، فجمع كتابه المشهور في غريب الحديث والآثار ، والذي أفني فيه عمره حيث جمعه في أربعين سنة ، وهو كتاب حافل بالأحاديث والآثار الكثيرة المعاني ، اللطيفة الفوائد ، وكان يظن رحمه الله على كثرة تعبه أنه أتى على معظم الغريب.
الكتب في غريب الحديث كثيرةٌ جدًا، ومن أراد الاستقصاء في شرح الغريب فعليه بكتاب (غريب الحديث) لأبي عبيد القاسم بن سلّام –رحمه الله- وهو من الأئمة الثقات المعروفين المشهورين في الغريب واللغة والحديث، وهو موثوقٌ في نقله، سليمٌ من حيث اعتقاده، فكتابه من أنفس الكتب وأوثقها، وممن أَلف في الغريب من معاصريه أبو عبيدة معمر بن مثنى، وهو دونه في الثقة والمرتبة، ومن المؤلفات في الغريب كذلك كتاب (غريب الحديث) للنضر بن شميل، و(الفائق في غريب الحديث) للزمخشري، و(الدلائل) لقاسم بن ثابت، و(غريب الحديث) للخطابي، و(غريب الحديث) لابن الجوزي، ومن أجمعها كتاب (النهاية في غريب الحديث) لابن الأثير، فمن أراد أن يقتصر على كتاب واحد فالنهاية تكفيه -إن شاء الله-، ومن أراد أن يُنوّع ويَجمع فهذه أشهر كتب الغريب.
فكانت هذه الكتب الثلاثة في غريب الحديث والأثر أمهات الكتب ، وهي الدائرة بين أيدي الناس وعليها يعول علماء الأمصار ، غير أن هذه الكتب الثلاثة وغيرها لم يكن فيها كتاب مرتب ترتيباً يستطيع الإنسان أن يأخذ حاجته منه بسرعة ، بل يجد الباحث فيها كل تعب وعناء حتى يصل إلى الحديث. السائر في غريب القرآن والحديث: وبقي الحال كذلك إلى أن جاء أبو عبيد أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الباشاني الهروي ، المتوفى سنة (401 هـ) ، وهو من معاصري الخطابي فألف كتابه السائر ، جمع فيه بين غريب القرآن والحديث ، ورتبه ترتيباً لم يسبق إليه ، فاستخرج الكلمات اللغوية الغريبة من أماكنها ، وأثبتها في حروفها مرتبًا لها على حروف المعجم ، وحذف الأسانيد وجمع فيه من غريب الحديث ما في كتب من تقدمه ، وزاد عليه ، فجاء كتاباً حافلاً جامعاً ، إلا أنه جاء الحديث مفرقاً في حروف كلماته. وقد ذاع صيت هذا الكتاب بين الناس واتخذوه عمدة في الغريب ، واقتفى أثره كثيرون واستدرك ما فاته آخرون. الفائق في غريب الحديث: ثم جاء الإمام أبوالقاسم محمود بن عمر الزمخشري جار الله ، المتوفى سنة (538هـ) ، فألف كتابه الفائق في غريب الحديث ، وهو كتاب قيم جامع ، رتبه على وضع اختاره على حروف المعجم ، ولكن العثور على معرفة الغريب منه فيه مشقة ، وذلك لأنه يجيء بشرح الكلمات الغربية في حرف واحد فترد الكلمة في غير حروفها ، فلذلك كان كتاب الهروي أقرب منه تناولاً ، وإن كانت كلمات الحديث متفرقة في حروفها.
عنوان الكتاب: غريب الحديث المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو الفرج المحقق: عبد المعطي أمين قلعجي حالة الفهرسة: غير مفهرس الناشر: دار الكتب العلمية سنة النشر: 2004 - 2005 عدد المجلدات: 2 الحجم (بالميجا): 17 تاريخ إضافته: 30 / 01 / 2010 شوهد: 26504 مرة رابط التحميل من موقع Archive التحميل المباشر: تحميل مجلد 1 تحميل مجلد 2 تحميل المقدمة تحميل الواجهة تصفح مجلد 1 تصفح مجلد 2 تصفح المقدمة (نسخة للشاملة)